روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | للفتيات.. كيف تخططين لاختيار شريك العمر؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > للفتيات.. كيف تخططين لاختيار شريك العمر؟!


  للفتيات.. كيف تخططين لاختيار شريك العمر؟!
     عدد مرات المشاهدة: 2248        عدد مرات الإرسال: 0

لا تزال الإحصائيات الرسمية تطالعنا بأرقام مخيفة جدًا، ومؤسفة حقًا !!

سواءً في ذلك إحصائيات الجريمة الأخلاقية، وفي مقابلها إحصائيات العنوسة والطلاق والتفكك الأسري !!

فكلا الأمرين يرتبط بعضهما ببعض !!

فالجرائم الأخلاقية لها تعلق بحجم وتضخّم نسب العنوسة بين الفتيات، وارتفاع ضحايا الطلاق !!

هناك إحصائية تقول أن عدد حالات الطلاق في المملكة عام (1422 هـ) تمثّل :

- 53 حالة طلاق يوميًا في المملكة !!

بمعنى أنه (1590) حالة طلاق خلال شهر واحد !!

مما يعني (19.080) حالة طلاق خلال سنة واحدة فقط !!!

أنه من بين (15) حالة زواج تنتهي منها (13) حالة إمّا بطلاق أو فراق مع وقف التنفيذ !!

أمّا إحصائيات العنوسة فهي حقًا إحصائيات مذهلة جدًا !!

فقد أثبتت دراسة أن نسبة عدد الصالحات للزواج مقابل عدد الرجال القادرين على الزواج هي: أربع نساء مقابل رجل واحد الأمر الذي يعطي مؤشرًا بارتفاع عدد العوانس !!

ويزداد الأمر سوءًا إذا علم أن نحو خُمس الزواجات في السعودية والدول الخليجية وبعض الدول العربية تنتهي بالطلاق حسب الإحصاءات في السنوات الأخيرة !!!!

واليوم وقد انفتح العالم بعضه على بعض حتى كاد أن يكون قرية كونية واحدة، مع الطفرة الملموسة في وسائل الاتصال والخطاب الإعلامي العالمي الذي يصل إلى كل بيت وإلى كل أسرة، ولأمرما مقصود يسعى أعداء الملة وأعداء الإنسانية سعيًا حثيثًا في سبيل إغراق هذه القرية الكونية في خضم بحور الفتن والشهوات والمغريات تحقيقًا لقسم إمامهم الأكبر - إبليس - " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " !!

الأمر الذي له عظيم الأثر في صياغة (الخريطة الاجتماعية) لهذه القرية الكونية، فانتشر الفساد وظهر في البر والبحر مع انتشار أسبابه وفشو دواعيه وحصول المناخ المناسب للتكاثر، ومن أنسب مناخات تكاثر الفساد والفتنة (التضخّم في عدد العوانس) والعازفين عن الزواج من الشباب !!

ولئن كانت ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج من قِبل الفتيات ظاهرة يشترك في سببها المجتمع والبيئة وأولياء الأمور، فإن محاولة الخروج بحلول (مخففة) أو (قاضية) على مشكلة العنوسة تحتاج إلى جهد (جماعي) تشترك فيه كل مؤسسات المجتمع وأفراد التوجيه فيه

لكن يبقى أن دور (الفتاة) هو الدور الأعظم في سبيل حلّ قضيتها، فالعلاج والخطط والأهداف إن علّقتها الفتاة بغيرها لم يصلح حالها كثيرًا، وقديما قالوا " ليس من يكويه ألم السياط كمن يعدّ عدد السياط " !!

فعلى الفتاة الغيورة العفيفة أن تسعى ما أمكنها إلى أن تُخرج نفسها وبنات جنسها من هذاالمأزق الذي يحاصر - اليوم - فئة ليست بالقليلة من فتيات المسلمين، وأن لا تعتمد وتركن في حلّ قضيتها إلى غيرها - على أن دور غيرها مهم وعظيم في سبيل الخروج من هذه الظاهرة - !!

إنه في مثل :

- هذه الأجواء المشحونة بالفتن والمغريات. .

- وعزوف كثير من الفتيات عن الزواج. .

- وتشدد كثير من الآباء وأولياء الأمور في المسارعة إلى تزويج بناتهم وفتياتهم. .

- واختلال معايير التقويم عند الفتاة - سواء المعايير في تقديم الأولويات في شئون حياتها - أو اختلال المعايير في اختيار شريك الحياة. .

لأجل هذا وذاك. . جاءت هذه الرسالة لتفتح للفتاة آفاقًا واعية في سبيل الوعي بالتخطيط الواعي لاختيار شريك العمر ..!!

إذ أن الفتاة هي المسئولة في حق اختيار من تريد أن يكون شريك عمرها لأنها هي من تذوق حلاوة هذه الحياة أو تكتوي بنارها !!

ففي دراسة مسحية شملت (310) من الفتيات بشأن الجهة المسئولة عن اختيارالزوج ؟! كانت النتيجة كالتالي :

- أجابت (147) فتاة - أي بنسبة 47.4% - بأن الجهة المسئولة هي: الفتاة .

- أجابت (143) فتاة - أي بنسبة 46.1 % - بأن الجهة السئولم هي: الوالدان !!

أولًا: الفتاة والزواج. (10 حقائق مهمة) !!

ثمة أمور وحقائق مهمّة ينبغي أن تستحضرهاالفتاة عند التخطيط لاختيار شريك العمر، لعلي أُجمل هذه الحقائق والأمور في نقاط :

1 - الزواج شعيرة من شعائر الله .

وبقدر ما يعظّمها الانسان في نفسه بقدر ما تسمو أهدافه وغاياته من هذه العبادة .

فالزواج ليسا حقوقًا متبادلة بين طرفين بقدر ما هو بناء مشترك بين طرفين .

2 - الزواج رزق من جملة الأرزاق التي يقسّمهاالله تعالى بين عباده .

وعلى هذا فتؤمن الفتاة إيمانًا صادقًا يقينيًا أن ما قُسم لها من الرزق سيأتيها إنما عليها بذل السبب، والله تعالى يقول: " وفي السماء رزقكم وما توعدون. فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " فأكّد الله تعالى قضية الرزق وأنها من عنده جل وتعالى لم يزيده حرص حريص ولا ينقصه كسل كسلان، فأكّد هذه القضية بالمؤكدات التالية: (القسم - إن - اللام - التشبيه بالمحسوس) .

وهنا يجب على الفتاة أن ترضى بما قسمه الله تعالى لها وأن تثق بأن الله تعالى سيرزقها. وأن تصبر وتحتسب سواء على تأخر رزقها أو على ما قسم الله تعالى لها .

3 - الزواج بقدر ما هو سكن وارتياح ففيه مسؤوليات وتكاليف وتبعات .

فالأحلام الوردية، والخيال المخملي للزواج قبل الزواج قد لا يكون حقيقة بعد الزواج، ولذلك ينبغي على الفتاة أن تدخل الحياة الزوجية وهي على وعي بطبيعة هذه الحياة. فالزواج مشروع جاد لابد فيه من الاستعداد لتحمّل المسئولية والصبر على أدائها .

4 - النقص والقصور صفة لازمة للبشر .

فلا تجهدي نفسك بالبحث عن رجل كملت له خلائقه وصفاته. بل اجتهدي على طلب صاحب الدين والخلق ابتداءً لأنهما ينموان ويزيدان مع الإنسان بخلاف أكثر الخصال الأخرى فإنها عرضة للنقص والزوال والتغيّر .

5 - قد يبتلي الله الفتاة بحرمانها .

إما من الزوج بالشروط التي تريدها أو قد يبتليها بحرمانها من الزواج أصلًا .

وواجبها هنا الصبر والدعاء، والله تعالى يقول: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} .

6 - المقياس والحكم في حالات الزواج للواقع والأغلب والنادر لا حكم له .

فقد تتزوج فتاة دميمة بأحسن الرجال ونحو ذلك، لكن هذا لا يعتبر مقياسًا للفتاة التي تشابهها في الصفات فتتأخر في قبول الخطّاب انتظارًا لزوجٍ كمثل زوج صديقتها التي تشاركها في بعض وصفها وصفتها .

7 - صحة القرار من عدمه لا يتحكّم به (الكره) وجودًا وعدمًا !

فتنازل الفتاة وتساهلها إذا تقدم بها العمر عن كثير من الشروط، يكون فيه إكراه للنفس على أمر لا ترغب فيه الفتاة، وهذا الكره الذي يحصل ليس دليلًا على عدم صحة القرار لأن الله تعالى يقول: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .

8 - كلّما كان عمر الفتاة صغيرا كلّما زاد حظّها .

في طرق الخطّاب لبابها، ويخف طرق الباب كلّما تقدم بها العمر .

9 - الوعي بترتيب الأولويات .

وخاصة فيما تيعلق بشئون الفتاة الاجتماعية، فإن من النوازع التي تتنازع الفتاة :

- اتمام الدراسة .

- العمل (الوظيفة) .

- البقاء من أجل خدمة الوالدين أو الإخوة الأيتام .

هذه أهم ثلاثة نوازع تتنازع الفتاة عند التفكير بالزواج، وهنا على الفتاة أن تعي ترتيب الأولويات في حياتها وأن لا تنقلب عليها الألويات حتى يأتي عليها يوم من الأيام تعض أصابع الندم !!

10 - من ابتلاها الله تعالى بولي أمر يتعنّت في تزويجها .

إما بالمغالاة في مهرها أو صدّ الخطاب عنها طمعًا في مرتبها، أو رغبة في شهرة على حساب ابنته، فمثل هذه الفتاة الوصية لها :

- الصبر والدعاء .

- الاجتهاد في إقناع ولي أمرها بضرورة الزواج واستخدام في ذلك من يكون له تأثيرا على ولي أمرها كـ (والدتها - عمها - أخوالها - إمام الحي ...) .

- التنازل لوالدها عن بعض راتبها حتى بعد الزواج .

ثانيًا: الفتاة وشروط الزواج .

لا أعني بذلك تفصيل الشروط التي تشترطها الفتاة في شريك عمرها، إنما أعني بذلك المجالات التي يحصل الشروط عليها، فهذه المجالات لا تخرج عن تسع مجالات :

الأول: الشروط الدينية .

الثاني: الشروط ا الخُلقيّة .

الثالث: الشروط الجغرافية .

الرابع: الشروط النسبية والحسبية .

الخامس: الشروط الثقافية والتعليمية .

السادس: الشروط العمْرية .

السابع: الشروط المالية .

الثامن: الشروط الاجتماعية .

التاسع: الشروط الخلْقِيّة .

وفي تفاصيل الشروط بين ثنايا هذه المجالات تختلف كل فتاة عن الأخرى في مدى التمحّل أو التساهل أو التوازن فيها .

وحتى تكون - أيتها الفتاة - شروطك معقولة مقبولة غير معقّدة أو صارفة للخطّاب عنك ينبغي أن تنظري (بتوازن) إلى جانبين مهمين :

الجانب الأول: التوازن بين شروطك وبين أمور ثلاثة :

- عمرك

- نفسيتك .

- مجتمعك وبيئتك .

فهناك شروط لا تتناسب مع عمرك، والتخلي عن بعضها قد لا يتناسب مع نفسيتك أو مع واقع مجتمعك وبيئتك !!

الجانب الثاني: التوازن في موقفك من شروطك بين أمور ثلاثة :

- الثبات .

- التساهل .

- التنازل .

ففي أحيان أنت بحاجة أن تثبتي على مااشترطتي، وأحيان أخرى من الأفضل لك أن تتساهلي في بعض الشروط، وفي حالة يلزمك التنازل لا عن الشروط بل عن بعض الحقوق من أجل أن تعيشي في ظل زوج !!

ولأجل توازن - معقول - في تحديد شروط شريك العمر، إليك هذا التقسيم المهم لمراحل العمر والأحوال التي تناسب كل مرحلة .

فالمراحل العمرية للفتاة التي ترغب الزواج هي كالتالي :

المرحلة الأولى :

أن يكون عمر الفتاة (ثماني عشرة سنة فأقل) .

ولا تخشى على نفسها المعصية، فهنا تخفّ أو تكاد تنعدم نسبة التساهل أو التنازل من جهة الفتاة عن بعض المجالات وما بين ثناياها من شروط مقبولة ترغبها كل فتاة في الزوج. ولا يزال المستقبل أمامها - إن شاء الله - يبشّر بخير .

المرحلة الثانية :

أن يكون عمر الفتاة (أكثر من ثمانية عشر إلى خمسة وعشرين) .

هنا تحتاج الفتاة إلى التنازل عن بعض مجالات الشروط، وعن بعض الشروط المحببة إليها في المجالات التي لا يسوغ التنازل أو التساهل عنها، مع التمسك ببعض الشروط المعقولة .

المرحلة الثالثة :

أن يكون عمر الفتاة (أكثر من خمسة وعشرين عاما إلى الثامنة والعشرين) .

هنا الأنسب لها أمران معًا :

1 - القناعة في الشروط من شرط واحد إلى ثلاثة وعدم الإكثار من الشروط. وأن تبقى مجالات الشروط عندها محدودة في ثلاث (الدين والخلق والاجتماعي) !

2 - الرضى ببعض العيوب - في الزوج - التي لا تتطلب تنازلات من الفتاة عن حقوقها، من مثل الرضى بمن هو أقل منها تعليميا أو اجتماعيًا أو الرضى برجل عنده زوجة وهكذا .

المرحلة الرابعة :

أن يكون عمر الفتاة (من الثامنة والعشرين فأكثر) .

هنا بدأت الفتاة في مرحلة خاصة، وفي هذه المرحلة لابد عليها من التخلي عن أكثر الشروط مع تقديم تنازلات حتى لو عن بعض الحقوق الشرعية. وذلك من أجل أن تحيا الفتاة مع زوج ولا تطول مدة بقائها في البيت .

على أنه ينبغي أن لا يكون هناك تنازل عن مجالين مهمين (الدين والخلق) لكن يُتساهل فيما بين ثناياهما من شروط .

النظر في هذه المراحل على ما سبق يشمل حالات الفتيات اللاتي لا يشكون من أي صارف يصرف الخطّاب عنهن سواء كان هذا الصارف (خَلقيًا أو خُلقيًا أو اجتماعيًا) .

أمّا الفتاة التي يكون بها وصف أو صفة أو أي صارف للخطّاب عنها من مثل (الإعاقة - قلة الجمال - المرض - الطلاق - الخشية الشديدة من الوقوع في الفتنة. .)

فهذه الفتاة لا يشملها التقسيم السابق، بل واقعها: أن تضيف ما بين (4 سنوات - 10 سنوات) - بحسب ما فيها من الصفات أو الصوارف التي تصرف الخطّاب - إلى عمرها الحقيقي ثم تنظر إلى التقسيم السابق، فمثلًا: من كان عمرها (19) عامًا حكمها حكم من كان عمرها (23 - 29) سنة !!

من خلال هذا التقسيم تعرف الفتاة أمورًا :

1 - أن هناك مجالات للشروط لا يمكن التازل عنها أبدًا وهما مجالي (الدين والخلق) .

2 - أن التساهل والتنازل يقع في ثلاث جهات :

أ- جهة بعض المجالات كعدم اعتبار المجال المالي مثلًا معتبرًا أو المجال الجغرافي ونحو ذلك .

ب- جهة الشروط المندرجة تحت كل مجال حتى تحت المجالات التي لا يمكن التنازل عنها كمجال الدين والخلق فلا يسوغ التنازل عن الاشتراط في مجالي الدين والخلق لكن لابأس من التنازل عن بعض الشروط في وصف التدين أو وصف الأخلاق في الزوج المتقدم .

ج- التنازل والتغيير عن بعض اساليب الحياة الاجتماعية التي تعيشها الفتاة .

كالتنازل عن العمل إن كانت عاملة - مثلا - وكان من شروطها توفير خادمة ف يالمنزل، ومن سُبل التغيير: أن تحرص الفتاة على التحلّي بالأخلاق الجميلة التي هي جمال الروح، فلئن فقدت جمال الظهر فلا تفقد ايضا جمال المخبر، إذ جمال المخبر هو الجمال الحقيقي، فعليها أن تسعى جاهدة للتغيير في سلوكها وأخلاقها لتعرف بالذكر الحسن .

3 - ينبغي للفتاة كلما مضت سنة من عمرها أن تعيد النظر في شروطها

* ضوابط مهمة عند التنازل.

إذا اضطرت المرآة إلى أن تتساهل في بعض شروطها أو تتنازل عن بعض حقوقها الشرعية فينبغي عليها أن تتنبه إلى أمور :

- أن لا تتعجل المرأة في التنازلات فتلقي بنفسها عند أول خاطب هروبًا من العنوسة فتقع في فخّ الطلاق أو سوء العشرة .

- لابد من السؤال عن الخاطب ومعرفة أحواله وأخلاقه .

- أن يكون لدى الفتاة استعدادا لتحمل ما يترتب على هذه التنازلات من نتائج والصبر عليها .

- أن هناك من الشروط ما لا ينبغي التنازل عنه كشرطي (الدين والخلق) مهما يكن .

- أن هناك من العيوب - في الزوج - ما لا يحسن التغاضي عنها، من مثل إدمان المخدرات، أو من اشتهر بسوء الخلق وخشونة العشرة، فالقبول بمثل هؤلاء لا يحل مشكلة المرأة بل يزيدها .

ثالثًا: الفتاة. . حين يطرق الباب !!

عندما يطرق الباب خاطب يطلب الطهر والعفاف. .

يترجرج لهذا الطرق قلب تلك العفيفة. . .

وتعانق أحلامها الحقيقة. .

وتذرف على عتبات سريرها دمعات فرح ووداع. .

فرحا بفارس الأحلام. .

ووداعًا لذكريات الأيام ..

وكم من فتاة. .

باتت ليلها. .

ترقب الطارق يطرق بابها. .

ربما يأتي إذا صليت فـــــــــي جنح المساء

ربما يأتي إذا صعّــــــــــــــــــدت لله الدعاء

ربما يأتي إذا رجرجت فـــــــــي عيني دمعه

أو إذا أُشعلت في ليل الحزانى ضوء شمعه

آه .. كم يشتاق بابـــــــــــــي نقرات من يديه

وجداري الساهم الظمآن كــــــــــم يهفو إليه

خلف بابي ألف حلم يخنق الوهـــــــم صداها

ألف غصن يحرق الجدب براعيــــــم صباها

فارسي الموعود يا حلمي ويا فجري الظمي

أذرعي تدعوك من خلف الضباب المــــــعتم

كم على صدر ظنوني البيض نقلــــــت خُطايا

كم زرعت الغيب والمجهـــول بحثًا عن فتايا

كم تراءى لي وكم قبّلت فــــي الصمت جبينه

وحنيني كم مشى في التيـــــه يستجدي حنينه

الفراغ الجهم من حولــــي وأحلامي الشهيده

وبقايا وردة في حجـــــــــــــــرتي ماتت وحيده

غير أني خلف قضباني ســـــــــــأدعوه طويلا

ربما صادفت فيه فــــــــــــــــارسا شهمًا نبيلا

ربما ينسل من خلف مجاهيل الصــــــــــــــدى

ليدق الباب دقّات رقيقات الصــــــــــــــــدى !!

حين يطرق بابك الطارق - ايتها الفتاة - فالواجب عليك هنا ثلاثة أمور :

الأمر الأول: الاستخارة .

وهذا الأدب يربينا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن التعلّق بالله واللجأ إليه .

وهكذا ينبغي أن يكون خلق المؤمنة في كل شأن حياتها حين تهمّ بالأمر أن تفزع إلى الذي خلقها وصوّرها وقدّر عليها قدرها ..

تفزع إليه تستخيره فيما أهمّها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في أمورهم كلها .

يقول جابر رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته.

فإذا صليتِ الاستخارة ودعوت الله عزوجل في أن يختار لك ما هو خير لك في دينك ودنياك فأقبلي على الأمر، فإن كان خيرًا لك يسره الله تعالى لك وشرح صدرك وجعل لك من الأسباب ما يدعوك إلى أتمام أمرك .

وإن من علامة الخيرة الطيبة انشراح الصدر وتيسير الأمر .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسر له من الأمور هو الذي اختاره الله له. أ.ه‍‏ـ"مجموع الفتاوى" (10/539) .

فالتيسير من أقوى علامات الخيرة الحسنة، ووجود العوائق وعدم تيسر الأمر هو دليل صرف الله تعالى عبده عن العمل، ويظهر هذا المعنى جليًّا عند أدنى تأمُّلٍ في الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ – ويسميه – خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".

الأمر الثاني: الاستشارة .

وهذا خلق النبيين فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم - مع أنه أكمل الخلق رأيا ورشدا وعقلا وحكمة -بقوله: " وشاروهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله "

فالمرأة العاقلة من تضيف إلى عقلها عقولًا وإلى رايها آراءً، وعليها في الاستشارة أن لا تستشير إلا من كان أهلًا للمشورة، وأن لا تعرض أمرها على من لا ينصحها أو يكون دال خير لها .

وعليها في استشارتها أن تكون متوازنة بين نظرين :

نظر الاستشارة ونظر الكتمان، فقد جاء في بعض الآثار: " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " !!

الأمر الثالث: السؤال عن المتقدم (الخاطب) .

وهذا من مهمّة ولي الأمر، فعلى وليّ الأمر أن يجتهد في السؤال عن من تقدم لابنته أو لأخته أو لمن كان وليًّا لها .

وللسؤال عن الخاطب معاييرًا مهمّة قد بيّنها الشيخ (مازن الفريح - حفظه الله -) في مقال له بعنوان (السؤال عن الخاطب معايير وأخطاء)

وهي في الجملة جاءت على هذه النقاط :

من أهم المعايير:

1) و 2) الدين والخلق؛

3) القدرة على تحمل المسئولية.

4) القدرة على النفقة وتأمين مستلزمات الحياة.

5) التكافؤ في النسب.. وهي من باب الأولى والأفضل مراعاة للأعراف الاجتماعية، ودرء للمشكلات الأسرية.

6) القدر الكافي من الجمال.

أخطاء في السؤال عن الخاطب:

إذا ثبت هذا فلا بد من الإشارة إلى بعض الأخطاء التي تقع في مسألة السؤال عن الخاطب. ومنها:

1) الاعتماد على الأب في السؤال عن الخاطب مع ضعف دينه.

2) الحذر من الاكتفاء بتزكية أقرباء الخاطب.

3) الإفراط أو التفريط في الشروط.

4) نسيان الاستخارة وإهمال الاستشارة. [ما خاب من استشار].

5) إغفال الدعاء.

ثم بعد أن تستخيري وتستشيري وسأل وليّك عن المتقدم (الخاطب) فالوصية لك " فإذا عزمت فتوكّل على الله " أيضا حتى عند الإقبال والموافقة ينبغي أن تحسني توكلك على الله وأن لا يلهينك عن حسن التوكل مدح المادحين في الخاطب أو نحو ذلك .

أختي الفاضلة. .. .

ليهنك ما اخترتِ. .

وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينك وزوجك على خير .

والحمد لله رب العالمين .

المصدر: موقع قصة الإسلام